>

القائمة الرئيسية

الصفحات

 كان ياتي من كل الجهات لا ينفع معه سد الطرق واقامه الحواجز ومد الاسلاك الشائكه او الملساء في القريه الصغيره المسكينه على كتف الوادي لها طريق اساسي يخترقها من الشرق الى الغرب ويسترها الى شطرين شبه متساويين وبناءا على هذه القسمه سميت المساكن الواقعه تحت الطريق، الحاره التحتا  وتلك الواقعه فوق الطريق الحاره الفوقا،  وهكذا بكل بساطه تم الترتيب الجغرافي لتلك القريه لا احد يتذكر كيف ومتى ومن كان صاحب الفكره انما الطريق الذي كان واسطه، القطع هو في الوقت نفسه ادى الوصول الى لم يكن مستغربا انه يسلكه حتى يصل الى بيوتنا ولكن الاسباب نتجالها نحن ويعرفها هو في الخبره ولم يكن يعتمد الطريق المشروع بل كان ينفذ على القريه من كل الوديان والزواريب والدروب بين المساكن او البساتين حتى اذا ما بلغها نقطه اهله فاجى السكان بشرا كانوا او حيوانات وارسل في عروق كل حيث فتطلق الصيحات مثل الموج يعلو صفحه بحر هائج صيحه تستفز الاخرى او تطاردها وفوق.

الذئب والقرية

 الفقاقيع وغشاء الزمن يظهر اسمه باحرف ناصره الذئاب لا اعلم لاي سبب لم تكون نحن الصغار حين اذن فالذي كان يحصل لنا اغرب من ان يصدق واصعب من ان يسمى كنا نركض،  مع الكبار الى الساحه ثم نقف نتاملهم يحملون العصي والمناديق القديمه والفراعات او اي وسيله من وسائل الفتك والقتل نحن نقف لتامل بكثير من الاعجاب والدهشه وقلوبنا الصغيره من شده الحماس على الخوف فقد كان هجوم الذئاب ينفخ روحا جديده لا في صدورنا وحدنا بل وفي كل ذروه من ذروات الحياه القريه واذا الاجواء كلها تنقلب راسا على عقب وينسل العدوه وتخرج النساء الانيقات الى الساحه العامه مشائعات الشعر غير ابهات المظهراننا والانسان الابواب قسوه ابنه الظل فيقلب منه ويغمره بزراعية، وهو يمطره بالقبل ويعيش الناس كل الناس تحت الغيمه الطريئه وكانهم ولدوا من جديد في تلك اللحظات ومن رحم المحبه والتسامح لم تكن الاناره الكهربائيه قد بلغت قريتنا ، بعد فكان السكان يتوسلون في بحثهم على الذئاب الفوانيس قديمه تعتمد وقودا فتبدا لنا وسط الظلمه الحاء لك مثل اعين خبيثه فنولها لا يتجاوز دائره بحجم الرغي ومع ذلك هي مرشحه لان تتنيل طرقا ومسائل التي تعاقب الذئاب فوق التلال والهضاب او تطارد في خوف الاوديه ولكن كانت الواسطه الوحيده التي تشكل خليل وتفكر الحكله وكنا نحبها لا رغبه في مساعده الجماعه بل لانها تحول الساحه الجامده في ليله الذئاب تلك الى مسرح اسطوري يعد بكل المفاجات اسالني ما كان دورنا في تلك الليله وما الذي كان يجعلنا نخرج مغادر الفراش الدافئ ونخرج الى حيث نحفر العاصفه اسمها فوق الوجوه ونقص في مواجهه الرياح شماليه تعنف الاشجار او تحاول او تصنع الغابات الان اقول لك لست ادري ولا استطيع ان اجد سببا منطقيا واحدا اخذته تحته تطير بالقلم الاحمر لكن الامر كانت طبيعيا في حينه ومشاركتنا في كل ما يتعلق بالناس والاحداث كانت عفويه ولم يصداها اي اعتراض وكان تلك المشاركه تاخذها احجاما متنوعه كلما زادت غرابا الحدث او تضخمت ابعادا وليله الذئب لم يكن طبعا من الليالي العاديه فالمعروف ان الذئب الذئاب في تلك الايام اشد الشتائيه الجاثيه كانت الثقه صدق الرايه وتم مسك بخناق نعجه شارده او عنزه دفعها الطموح الى تسلق قمه والراعي الغارق في الضباب ولم تنتبه في الوقت المناسب حتى اذا ما سمع نباح الكلب هبا يصرخ وينادي وربما ضحى صوته وتشققاته قبل ان يبلغ محطه تستجيب هكذا فيها له لم وهكذا في هلعه لا يجد امامه سوى حل واحد ان يسرق القطيع،  ويعود الى القريه الراس يشكو ظلم الغريم الغادر لكن اشتراء الذئاب على مهاجمه القريه كان امرا مختلفا فهناك ليست الفلاه اي مساحه صولات الذئاب وجولاته ثم ان القريه لها حصانها المنيع وسوارها الرفيع وان لم يكن ظاهر العين فهو مسكوب من وحده السكان وتضامنهم ووقوفهم في مواجهه كل من يخترق الحدود او يسير عكس المجره او يخطب فوق الارض.

تصدي اهل القرية للذئب

بكل احترام والجلال الذي يحفظه ابناء الاجداد وميراث الايام الماضيه تقدم صالح امام الحضور حلما فوق كتفيه الحلقوم الذئاب وقد تذلت من طرف انصره شريطه فقد لونها ثم اغمض عيناها بخشوع وهو يتلوها كلمات ايمانه حتى اذا ما انتهى احكام لفظ الشريط حول الفكين بطريقه تقصيه حفظها جيدا ووضعها بين يديه، بنور ثم استدار على عقبه واتجه نحوه داره واتبعه ثاني ثلاث وكل واحد يهمهم كلمات غير مفهومه نحن او يخرج من وسط الجماعه ، ولما لاحظت حنا، اننا بقينا نحن الشهود الصغار جامدين في مصالحنا طلب تكشفنا مثل ما تعود ان تخش الدجاج او العصافير كل واحد الى بيته ربطه حلقومه الوحوش وخلصناه ردتنا كلمات حنه الى واقعنا وهاجم علينا التعب والبرد والنعاس ودفعه واحده ولم نجد لنا مهربا اخر نرجع اليه فعدنا الى بيوتنا يرفقنا غموض وحيره خصوصا ان اسالتنا حول غزوات الذئاب لما نجد لم يجيب عنها قلنا نحب ان نعرف ماذا حدث الذئاب الذي غدر بقريه تلك الليله، وهل هو نفسه الذي خشى ونور صوته وخطره على الحجلاء واسئله كثيره كانت تقبل الى اطراف الشفاء ثم ترتد اذا لا نجد الفرصه الساخنه تطرحها حتى اهلنا كانوا يحتجمون عن رد على اساسنا لعلمهم بان ذلك لن يزيد واقع الامور او ينقب لهذا الواقع الذئب الذي غضى القريه تلك الليله وفي الليالي السابقه واللاحقه لم يسلك عليها الطريق الاساسي الذي يشترها الى شطرين شبه متساويين بل كان يصلك بعض الشعائب الملتويه والاتيه من كل جهه تهبوا منها الرياح وهذا ما جاء على رصد الطرقات دون غزوته من الامور الصعبه بل المستحيله.


التنقل السريع